فصل: قال الفراء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الفراء:

ومن سورة النحل:
قوله: {سبحانه وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
حدثنا محمد بن الجهم قال: حدّثنا الفراء قال حدّثنى عماد بن الصّلت العكلىّ عن سعيد بن مسروق أبى سفيان عن الربيع بن خيثم أنه قرأ: {سبحانه وتعالى عمّا تشركون} الأولى والتي بعدها كلتاهما بالتاء: وتقرأ بالياء. فمن قال بالتاء فكأنه خاطبهم ومن قرأ بالياء فكأنّ القرآن نزل على محمد صلّى اللّه عليه وسلم ثم قال: {سُبْحانَهُ} يعجّبه من كفرهم وإشراكهم.
وقوله: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ} [2]. بالياء، و{تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ} بالتاء، وقراءة أصحاب عبد الله: {ينزّل الملائكة} بالياء.
وقوله: {وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ} [5]. نصبت {الأنعام} بخلقها لمّا كانت في الأنعام واو. كذلك كلّ فعل عاد على اسم بذكره، قبل الاسم واو أو فاء أو كلام يحتمل نقلة الفعل إلى ذلك الحرف الذي قبل الاسم ففيه وجهان: الرفع والنصب. أمّا النصب فأن تجعل الواو ظرفا للفعل، والرفع أن تجعل الواو ظرفا للاسم الذي هي معه، ومثله {وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ} {وَالسَّماء بَنَيْناها بِأَيْدٍ} وهو كثير.
ومثله:، وإن أردت: وكلّ من ضربوه هو في الدار رفعت.
وقوله: {لَكُمْ فِيها دفء} وهو ما ينتفع به من أوبارها، وكتبت بغير همز لأن الهمزة إذا سكن ما قبلها حذفت من الكتاب، وذلك لخفاء الهمزة إذا سكت عليها، فلمّا سكن ما قبلها ولم يقدروا على همزها في السكت كان سكوتهم كأنه على الفاء، وكذلك قوله: {يُخْرِجُ الْخَبْءَ} و{النَّشْأَةَ} و{مِلْ ءُ الْأَرْضِ} واعمل في الهمز بما وجدت في هذين الحرفين.
وإن كتبت الدّفء في الكلام بواو في الرفع وياء في الخفض وألف في النصب كان صوابا.
وذلك على ترك الهمز ونقل إعراب الهمزة إلى الحرف الذي قبلها. من ذلك قول العرب. هؤلاء نشء صدق، فإذا طرحوا الهمزة قالوا: هؤلاء نشو صدق ورأيت نشا صدق ومررت بنشى صدق، وأجود من ذلك حذف الواو والألف والياء لأن قولهم: يسل أكثر من يسال، ومسلة أكثر من مسالة وكذلك بين المر وزوجه إذا تركت الهمزة.
والمنافع: حملهم على ظهورها، وأولادها وألبانها، والدفء: ما يلبسون منها، ويبتنون من أوبارها.
وقوله: {حِينَ تُرِيحُونَ} [6]. أي حين تريحون إبلكم: تردّونها بين الرعي ومباركها يقال لها المراح، والسروح بالغداة. قال الفرّاء: إذا سعت للرعى.
وقوله: {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [7]. أكثر القرّاء على كسر الشين ومعناها: إلا بجهد الأنفس، وكأنه اسم وكأن الشّقّ فعل كما توهّم أن الكره الاسم وأن الكره الفعل، وقد قرأ به بعضهم {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} وقد يجوز في قوله: {بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} أن تذهب إلى أن الجهد ينقص من قوّة الرجل ونفسه حتى يجعله قد ذهب بالنصف من قوّته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف والعرب تقول: خذ هذا الشّقّ لشقّة الشاة ويقال: المال بينى وبينك شقّ الشعرة وشقّ الشعرة وهما متقاربان، فإذا قالوا شققت عليك شقّا نصبوا ولم نسمع غيره.
وقوله: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ} [8]. تنصبها بالردّ على خلق، وإن شئت جعلته منصوبا على إضمار سخّر: فيكون في جواز إضماره مثل قوله: {خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ} من نصب في البقرة نصب الغشاوة بإضمار {وجعل} ولو رفعت {الخيل والبغال والحمير} كان صوابا من وجهين. أحدهما أن تقول: لمّا لم يكن الفعل معها ظاهرا رفعته على الاستئناف، والآخر أن يتوهّم أن الرفع في الأنعام قد كان يصلح فتردّها على ذلك كأنك قلت:
والأنعام خلقها، والخيل والبغال على الرفع.
وقوله عز وجل: {لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً}، ننصبها: ونجعلها زينة على فعل مضمر، مثل {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ} أي جعلناها، ولو لم يكن في الزينة ولا في {وَحِفْظًا} واو لنصبتها بالفعل الذي قبلها لا بالإضمار، ومثله أعطيتك درهما ورغبة في الأجر، المعنى أعطيتكه رغبة.
فلو ألقيت الواو لم تحتج إلى ضمير لأنه متّصل بالفعل الذي قبله.
وقوله: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} [9]. يقال: هداية الطرق، ويقال السبيل، الإسلام.
{وَمِنْها جائِرٌ}، يقال: الجائر اليهوديّة والنصرانيّة. يدلّ على هذا أنّه القول قوله: {وَلَوْ شاء لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ}.
وقوله: {تُسِيمُونَ} [10]. ترعون إبلكم.
وقوله: {مَواخِرَ فِيهِ} [14]، واحدها ماخرة وهو صوت جرى الفلك بالرياح، وقد مخرت تمخر وتمخر.
وقوله: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [16]. يقال: الجدى والفرقدان.
وقوله: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ} [17]. جعل {من} لغير الناس لمّا ميّزه فجعله مع الخالق وصلح، كما قال: {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى أَرْبَعٍ} والعرب تقول: اشتبه علىّ الراكب وحمله فما أدرى من ذا من ذا، حيث جمعهما واحدهما إنسان صلحت {من} فيهما جميعا.
وقوله: {أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياء} [21]. رفعته بالاستئناف، وإن شئت رددته إلى أنه خبر للذين فكأنه قال: والذين تدعون من دون اللّه أموات. الأموات في غير هذا الموضع أنها لا روح فيها يعنى الأصنام، ولو كانت نصبا على قولك يخلقون أمواتا على القطع وعلى وقوع الفعل أي ويخلقون أمواتا ليسوا بأحياء.
وقوله: {وَما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} يقول: هي أموات فكيف تشعر متى تبعث، يعنى الأصنام، ويقال للكفار: وما يشعرون أيّان، وقرأ أبو عبد الرحمن السّلمىّ {أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} بكسر ألف {أيّان} وهى لغة لسليم وقد سمعت بعض العرب يقول: متى إيوان ذاك والكلام أوان ذلك.
وقوله: {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ [30] جَنَّاتُ عَدْنٍ [31]}.
ترفع الجنات لأنه اسم لنعم كما تقول: نعم الدار دار تنزلها، وإن شئت جعلت {وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ} مكتفيا بما قبله، ثم تستأنف الجنات فيكون رفعها على الاستئناف، وإن شئت رفعتها بما عاد من ذكرها في {يَدْخُلُونَها}.
وقوله: {إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ يُضِلُّ [38]}. قرأها أصحاب عبد الله: {يهدّى} يريدون: يهتدى من يضلّ، والعرب تقول للرجل: قد هدّى الرجل يريدون: اهتدى.
ومثله {أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى}، حدثنا محمّد قال: حدّثنا الفراء قال حدّثنى الحسن بن عيّاش أخو أبى بكر بن عيّاش وقيس بن الربيع وغيرهما عن الأعمش عن الشّعبى عن علقمة أنه قرأ: {لا يهدى من يضل} كذلك.
وقرأها أهل الحجاز {لا يهدى من يضلّ} وهو وجه جيّد لأنها في قراءة أبىّ {لا هادى لمن أضل اللّه} ومن في الوجهين جميعا في موضع رفع ومن قال: {يهدى} كانت رفعا إذ لم يسمّ فاعلها ومن قال: {لا يهدى} يريد: يهتدى يكون الفعل لمن.
وقوله: {بَلى وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا [38]}. بلى ليبعثنّهم وعدا عليه حقّا، ولو كان رفعا على قوله: بلى ذلك وعد عليه حقّ كان صوابا.
وقوله: {إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [40]}. القول مرفوع بقوله: {أَنْ نَقُولَ} كما تقول: إنما قولنا الحقّ، وأمّا قوله: {فَيَكُونُ} فهى منصوبة بالردّ على نقول.
ومثلها التي في يس منصوبة، وقد رفعها أكثر القراء، وكان الكسائىّ يردّ الرفع في النحل. وفى يس وهو جائز على أن تجعل {أن نقول له} كلاما تامّا ثم تخبر بأنه سيكون، كما تقول للرجل: إنّما يكفيه أن آمره ثم تقول: فيفعل بعد ذلك ما يؤمر.
وقوله: {وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا [41]}. ذكر أنها نزلت في عمّار وصهيب وبلال ونظرائهم الذين عذّبوا بمكّة {لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً} نزول المدينة، ولنحلّلنّ لهم الغنيمة، و{الذين} موضعها رفع.
وقوله: {وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالًا [43]}. ثم قال: {بِالْبَيِّناتِ وَالزُّبُرِ [44]}. بعد إلّا وصلة ما قبل إلّا لا تتأخّر بعد إلّا، وذلك جائز على كلامين. فمن ذلك أن تقول: ما ضرب زيدا إلّا أخوك، وما مرّ بزيد إلّا أخوك. فإن قلت ما ضرب إلّا أخوك زيدا أو ما مرّ إلا أخوك بزيد فإنه على كلامين تريد ما مرّ إلا أخوك ثم تقول: مرّ بزيد، ومثله قول الأعشى:
وليس مجيرا إن أتى الحىّ خائف ** ولا قائلا إلا هو المتعيّبا

فلو كان على كلمة واحدة كان خطأ لأن المتعيّب من صلة القائل فأخّره ونوى كلامين فجاز ذلك.
وقال الآخر:
نبّئتهم عذّبوا بالنار جارتهم ** وهل يعذّب إلّا اللّه بالنار

ورأيت الكسائىّ يجعل {إلّا} مع الجحد والاستفهام بمنزلة غير فينصب ما أشبه هذا على كلمة واحدة، واحتجّ بقول الشاعر:
فلم يدر إلّا اللّه ما هيّجت لنا ** أهلّة آناء الديار وشامها

ولا حجّة له في ذلك لأنّ {ما} في موضع أىّ فلها فعل مضمر على كلامين، ولكنه حسن قوله، يقول اللّه عز وجل: {لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا} فقال: لا أجد المعنى إلّا لو كان فيهما آلهة غير اللّه لفسدتا، واحتجّ بقول الشاعر:
أبنى لبينى لستم بيد إلّا ** يد ليست لها عضد

فقال لو كان المعنى إلّا كان الكلام فاسدا في هذا لأنى لا أقدر في هذا البيت على إعادة خافض بضمير وقد ذهب هاهنا مذهبا.
وقوله: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} [47]. جاء التفسير بأنه التنقّص، والعرب تقول: تحوّفته بالحاء:
تنقّصته من حافاته. فهذا الذي سمعت، وقد أتى التفسير بالخاء وهو معنى، ومثله ممّا قرئ بوجهين قوله: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهارِ سَبْحًا طَوِيلًا} و{سبخا} بالحاء والخاء، والسّبخ:
السعة، وسمعت العرب تقول: سبّخى صوفك وهو شبيه بالندف، والسّبح نحو من ذلك، وكلّ صواب بحمد اللّه.
وقوله: {يَتَفَيَّؤُا ظِلالُهُ} [48]. الظّلّ يرجع على كلّ شيء من جوانبه، فذلك تفيّؤه. ثم فسّر فقال: {عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمائِلِ} فوحّد اليمين وجمع الشمائل، وكل ذلك جائز في العربيّة.
قال الشاعر:
بفي الشامتين الصخر إن كان هدّنى ** رزيّة شبلى مخدر في الضراغم

ولم يقل: بأفواه الشامتين، وقال الآخر:
الواردون وثيم في ذرا سبأ ** قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس

وقال الآخر:
فباست بنى عبس وأستاه طيّئ ** وباست بنى دودان حاشا بنى نصر

فجمع ووحّد، وقال الآخر:
كلوا في نصف بطنكم تعيشوا ** فإنّ زمانكم زمن خميص

فجاء التوحيد لأن أكثر الكلام يواجه به الواحد، فيقال: خذ عن يمينك وعن شمالك لأن المكلّم واحد والمتكلّم كذلك، فكأنه إذا وحّد ذهب إلى واحد من القوم، وإذا جمع فهو الذي لا مسألة فيه، وكذلك قوله:
بنى عقيل ماذه الخنافق ** المال هدى والنساء طالق

وجبل يأوى إليه السارق

فقال: طالق لأن أكثر ما يجرى الاستحلاف بين الخصم والخصم، فجرى في الجمع على كثرة المجرى في الأصل، ومثله بفي الشامتين وأشباهه.
وقوله: {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ} [49]. فقال: {مِنْ دابَّةٍ} لأن {ما} وإن كانت قد تكون على مذهب (الذي) فإنها غير مؤقّتة، وإذا أبهمت غير موقّتة أشبهت الجزاء، والجزاء تدخل {من} فيما جاء من اسم بعده من النكرة. فيقال: من ضربه من رجل فاضربوه، ولا تسقط من في هذا الموضع، وهو كثير في كتاب اللّه عزّ وجلّ. قال اللّه تبارك وتعالى: {ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} وقال: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلى ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ} ولم يقل في شيء منه بطرح {من} كراهية أن تشبه أن تكون حالا لمن وما، فجعلوه بمن ليدلّ على أنه تفسير لما ومن لأنهما غير مؤقّتتين، فكان دخول {من} فيما بعدهما تفسيرا لمعناهما، وكان دخول {من} أدلّ على ما لم يوقّت من من وما، فلذلك لم تلقيا، ومثله قول الشاعر:
حاز لك اللّه ما آتاك من حسن ** وحيثما يقض أمرا صالحا تكن

وقال آخر.
عمرا حييت ومن يشناك من أحد ** يلق الهوان ويلق الذلّ والغيرا

فدلّ مجيء أحدها هنا على أنه لم يرد أن يكون ما جاء من النكرات حالا للأسماء التي قبلها، ودلّ على أنه مترجم عن معنى من وما، وممّا يدلّ أيضا قول اللّه عز وجل: {وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} لأن الشيء لا يكون حالا، ولكنه اسم مترجم.
وإنما ذكرت هذا لأن العرب تقول: للّه درّه من رجل، ثم يلقون {من} فيقولون للّه درّه رجلا.
فالرجل مترجم لما قبله وليس بحال، إنّما الحال التي تنتقل مثل القيام والقعود، ولم ترد للّه درّه في حال رجوليّته فقط، ولو أردت ذلك لم تمدحه كلّ المدح لأنك إذا قلت: للّه درّك قائما، فإنما تمدحه في القيام وحده.
فإن قلت: فكيف جاز سقوط من في هذا الموضع؟ قلت من قبل أن الذي قبله مؤقت فلم أبل أن يخرج بطرح من كالحال، وكان في الجزاء غير موقت فكرهوا أن تفسّر حال عن اسم غير موقّت فألزموها من. فإن قلت: قد قالت العرب: ما أتانى من أحد وما أتانى أحد فاستجازوا إلقاء من. قلت: جاز ذلك إذ لم يكن قبل أحد وما أتى مثله شيء يكون الأحد له حالا فلذلك قالوا: ما جاءنى من رجل وما جاءنى رجل.